الضوء القادم
  رسوم على الجدران
 





-----------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------جنون الوقت


للساعة دقات كإيقاع قلب
 وأحيانا لها نقر على الصمت كما الأرق
 تحتار الساعة في نوع الوقت
 ويحتار الوقت في الإيقاع كما النقر
 تلتفت الساعة هناك
 يوشك ذاك أن يموت
 تفصله عن السماء دقات
 وهناك دقاتها ثكلى
 عيون وانتظار
 لم يأت ولم تأت الدقائق مسرعة تلهث
 وهناك لو يتمهل الوقت قليلا
 أخاف مرور الحافلة قبل وصولي
 ويلعن المتسابق آخر ثانية في الوقت
 وهناك يتوقف الوقت
 فالدقائق كالجنون
 تعانق الواقع هزلا ببعض خيال
 ويتناثر الزمن منها على التلال
 وتبدأ بالإجابة قبل السؤال
 ويصير الممكن في حكم التقاليد محال
 ويصير الحق كما الظلم
 ويصبح الشر خير وابتهال
 تجن الدقات
 وتفارق الأرقام مواقعها
 والساعة على فم الجنون
 دولاب ارتحال أو امتثال
 عزائي الشديد للوقت
 وحزني على الساعة
 مع ابتسامة
 سخرية وابتذال 
------------------------------------------------------------------------------------------------------------
بقعة ماء


أحيانا يخرج الصغير عن حدود القراءة في كتاب الطفولة
 تلتفت عيونه إلى حديث اكبر من تلك العيون
 هو لا يفهم معنى العبارات الكبيرة
 ولا نبرة البطولة
 كم يتمنى أن لا يلتفت إلى هناك
 وان يبقى صغير
 ولكنها هياكل اكبر من كتاب الطفولة
 جعلته يعلق في حيره
 تتراءى له الظلال وكأنها أشباح الكبار
 هو لا يعرفهم من قبل
 فقد كان صغيراً
 ويبدأ في صنع المراكب من ورق الكتاب
 وأحيانا يغرق تلك المراكب الورقية في بقعة ماء
 ويبقى عالق بين عيونه
 وبين ظلال الكبار
 كم سيحقد يوما حين يكبر
 على العبارات الكبيرة
 وعلى بقعة الماء
 لم يتركوه صغيرا
 ولم يكبروا
 ولم يبق من الطفولة
 سوى نبرة البطولة
 مزيفة كانت كما الظلال

-------------------------------------------------------------------------------------------------------------
الغربة

كم رأيت أناسا يقفون على جانب الطريق 
لا ينتظرون حافلة ولا عشق للرصيف
 أناس فارقوا معنى الجذور
 ومعنى النمو على طريقة الأشجار
 كم أريد أن أقول
 أو أن اعزف لحنا
 قولا يأتي من داخلي
 يخرج مبللا بأمطار
 ومتعبا من أسفار
 وصارخا بأشعار
 عن حياة الليل على الرصيف
 حيث الكل غرباء
 والحافلة قد مرت قبل قليل
 أأجلس على ذاك المقعد؟
 فهو مثلي لا يلتصق بأي انتظار
 عالق فقط بتراب الأرض
 وتراب الأرض صديق 
لا يريد أن يفقه معنى التواصل كأي تواصل
 الكل سائرون نحو لا شيء
 حتى الأضواء الخافتة على الطرقات تفهم معنى الغربة
 فللغربة قبر له شرفه
 تطل على الرصيف 
جلست على ذاك المقعد
 التبغ وتلك المتشردة في الزمن والمكان
 وعيون فضوليه 
غفوت دون أن أغمض عيناي
 وقلت لذلك المعتوه
 كان يجلس قربي
 عندما تتواصل بالوعي تصبح وهجا
 فلا تحاور الآخرين بالطرقات الضبابية
 ولا تحاول الملامسة بالشعور
 قد تعود عليك بخيبة المساندة
 صعب أن يفهم السفر من لم يأت للأرض بحافلة
 فالراكبون القادمون مشاهداتهم تعني شيء آخر
 صعب أن تلتصق بالرحم
 اذا فقدت الطفولة
 وان تمارس التعايش
 إذا أحسست بوهم الحقيقة
 لا تسافر ومعك في الحافلة راكب لا يحمل وعي الركاب
 فقد يستمر معك حتى النهاية
 عندها يصبح السفر الجميل لا يطاق
 تتمنى الخروج ولكن
 أظنك مللت التواجد
 والالتصاق
 ومللت السفر
 عندها لا تناقشني بأمور البشر
 فلست أنا
 من يملك منطق الصور

----------------------------------------------------------------------------------------------------
اغفلت المركب

منذ سنين أغفلت المركب
 وأسدلت على وعي الموج ألف ستار
 وكرهت الريح
 كرهت البحر
 وكرهت مشاكسة التيار
 أشرعتي البيضاء بكل فضاء
 تصبح طيرا وضباب 
ويطل الفجر بلا شمس
 الشمس على أطراف الدنيا
 وأنا أغفلت المركب منذ سنين 
غفوت على لوح خشبي
 يعوم على لوح خشبي
 والألواح على المركب 
لا موج في داخل حجرة قبطان
 ولا ريح تعصف وجهي
 لأني مدفون منذ زمان وحولي أنقاض الإنسان
 البحر حنيني
 والموج طقوس السخط 
والأفق الغائب دهراً لا يسأل عن قلقي
 عن ألمي
 عن مرساتي في الصخر القدري تغوص
 من يبحث عن صوتي
 فلصوتي أنات كمان 
والريح تصيح 
والبحر يناقش أمري
 وأنا مدفون من صغري في موعد صيف
 في ليلة قمر أثريه
 منقوش في ذاك الليل نقوش
 مرسوم في صفحة فجر كان قديم
 صورة عينان
 والبؤبؤ حرمان 
والرمش يقول
 بأن الغضب المكتوم في قلب البحر سيغفو زمناً
 والفارس يشرق من شمعه
 لا ينتظر الشمس
 ولا فجر الدنيا 
حتى تخرج من عينيه طقوس الغد
 بعد سنين
 سمعت بأصوات الطير تملأ سمعي شدواً
 والريح تنادي
 يا طير الأفق أين الدنيا؟
 وتململ كل الصمت
 كل سكون العمر الخشبي
 يهتز المركب
 بعض الموج تعالى
 وافقت
 صعدت إلى سطح الوعي
 وتنشقت عبير النسمات الملتفة حول فراغ الموت
 نظرت إلى آخر مد البحر
 في الأفق آلاف الطير ترفرف
 وتمحو بالضوضاء غلاف اليأس
 أين الشاطئ ؟
 أين الأرض ؟
 أغمضت عيوني
 وشممت رائحة الماضي
 حاولت الإبحار سريعاَ نحو الدنيا
 لكن من أين طريقي ؟
 أحس كمن يفيق من الحلم
 وفي الحلم يفيق
 سارعت إلى أعلى سارية
 ونظرت فإذا الطير يقبل ويقول
 لن تبحر فالبحر فضاء
 والمركب من نوع الأشياء
 لن تبحر فالأرض تعود
 وعلى جفنيك نعاس الفجر
 وعلى عينيك ملامحه الأولى
 والأرض تعود من غفوة عمر
 انظر حولك لازال الشجر الأخضر يغفو بين اكف الريح والأرض تعود
 وقريباً تنمو توأم روحك
 كانت تغفو في غفلة عتمه
 تأتي تحمل شمعه
 تخرج منها أنت

------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
المرآة
 
لم ادري
 كيف استطعت أن اكسر تلك المرآة
 التي كنت أرى بها نفسي
 كانت مرآة مضللة
 تعبر عن انكسارات وهمية
 تجسدت خلالها خطوط المعرفة القديمة المتوارثة
 كنت انظر إلى نفسي
 إما راضياً وإما مسلماً بواقع التطور والتكوين
 جلست أمامها سنين الطفولة
 وسنين الشباب
 وفجأة مللت ذاك الوجه
 ومللت البقاء خلف ملامح الإنسان
 التفت إلى الداخل 
وغصت في عالم جديد
 لا يقترن بالتجربة بقدر ما يقترن بالفهم والإحساس
 وغصت في الحياة
 بدأت يوم البدء
 وسرت متأملاً تدحرج السنين
 وتناثر البشر على هوامش العصور
 وسافرت 
حتى وصلت يوم الدمار الأخير
 أصبحت كوكباً بشرياً يدور حول معنى الحياة
 وكم توالى شروق وغروب
 حزن وفرح
 وكم توالى الحس في داخلي
 وأخيرا جلست على حواف الصمت
 ونسيت الحياة
 ونظرت من جديد إلى المرآة
 فإذا أنا شكل قديم
 وبداخلي بحر وافق
 وكيف لا أرى مراكب الحقيقة تخرج من عيوني
 لست أرى سوى عيوناً كما العيون بلهاء
 صارعت الشكل القديم 
وقتلت منطق الأشياء
 ومنطق الرؤيا
 أكدت أن الحقيقة في الحس وليس في الإحساس
 والرؤيا تظهر في البصيرة وليس في البصر
 وسمعت بروحي أكثر مما سمعت أذناي واصدق
 كسرت المرآة
 وبقيت وحيداً
 ليس لمثلي تكرار في الأشياء
 وأين المقياس
 أين المقارنة
 وأين الحقيقة ............؟

---------------------------------------------------------------------------------------------------------
كنت صغيرا
سمفونية الكلمات
صغير لا أطير
 الغيوم دخلت عقلي
 وزمن الثلج مدينة
 ملأ ى بأعشاش طيور
تتراكم كصراخ وكلام 
وكريح تهدل بصوت حمام واستغاثة
 وسماء تمطر أطفالاً بلا عيون صغيرة
 وأجساد تركع للموج
 وتبيع الظلم على الطرقات
 وينامون على الطرقات
 ليبدأوا من جديد صنع الأقنعة
 وآخرون قادمون بلا وجوه
 وكلهم يفهمون معنى الصراخ
 وتغيب وجوههم خلف قناع 
كنت صغيراً ومن وعي آخر
 وجهي لا يحتمل الاختباء .
 حلقت فوق الخوف
 حجم الأشياء توارى عني
 زيف أن تنظر من أعلى
 فالألوان بعيدة والضوء بلا مساقط
 حكمت على أجنحتي معانقة الريح
 وضربت منطق السقوط بإرادتي الصغيرة
 ابتعدت
 ورأيت الجبل في المرآة ظننته أنا
 لولا اختلاف لون العيون.
 أكنت هناك؟
 أم خرجت لتوي من زمن آخر.
 نسيت معنى الأشياء ومعنى المكان . 
غادرت وبصوت أجنحتي تضرب أشباح الشكل الساقط
 وتركت عيوني تسدل الستار على فصول المسرحية
 بدأت من عقلي صنع وجودي .
 لم أعد صغيراً 
حلقت بعيدا حتى بلغت شيخوخة الزمن.
 ونهايات الأماكن صارت وطن .
 أصبحت الأمورأوضح
 رأيت رؤوس القمم تنمو من قاع الوديان
 المنظر رائع .
 أرى العالم ينمو بشكل آخر أكثر تكاملاً
 صرت كمن يتمدد على بساط الكون
 تساوت الصور
 وتوحدت الألوان
 شعرت بالبرد دفئاً 
وبالكره حباً
 وبالموت حياة 
والنور كما الظلام يداعب منطق الملامح
 لن أدخل منطقا لا يحمل وشماً
 فلا ذراعي موشوم 
ولا جبيني ذاكرة
 فعلى جبيني لا ينبت قانون الأقنعة
 الآن أيقنت بأني يجب أن أكون
 وأكون إذا نقشت على روحي ملامحي
 عندها لن أضيع وأصبح مفقوداً
 فدفاتر الكون ستحمل اسمي الجديد
 ولن يحملني التيه وأغفو 
عندما تتلاشى العيون ويصبح اللون فكرة
 يجب أن أعرف من جديد
 ففي زمن قادم لن نملك الملامح القديمة
 سأنقش على الروح تساؤلي
 وصمتي الطويل وحلم الآن أغادر ,
 أعود إلى وعي وأقدام وساعتي وأقلام ودفتر
 عدت لأقول الكثير
 زرعت حدائقي ولففت سياجاً 
لا أحب أرجل الغرباء بأرضي
 لكن السياج لف حولي
 وابتعد الوعي وورد الحديقة
 أصبحت مطوقاً بسياج وسنين
 وعيون ملل وأفواه بشر
 وحدائقي مرسومة على كفي 
وحيد مع كل ذاك الحشد مطوق وشريد
 وحلمت كثيراً
 أمام المرآة أحلم 
عالم المرآة مغاير .
 أعشق أن أشم الريح
 فلقد ضربت بأجنحتي منطق السقوط .
 الجليد عانق المرآة
 وعيوني مرآه 
وحديثي قديم
 وقصائدي ليست فساتين صبية
 قصائدي إن غضبت تهترئ الأحرف القديمة فيها
 وتصبح شاحبة.
 فقصائدي لا تحب النرجسية
 الطيور خرجت تلتهم المكان
 والتفت من جديد لأي جديد
 تعودت إحساس السياج قليلا
 وكرهت العشب العشب أيضا ينمو سياج
 تعبت 
فكم مررت عني
 وكم تحركت وسط جمود الكون
 وتعودين إلى الحديث الآخر صامتة 
حياتي مد وجزر
 وكأني أصبحت بحراً
 ولا أزال ومرآتي وعيوني
 وحديثا قديما كان قهراً
 فظلام شموعي لا يشعلها شرر
 كرهت الشتاء برد انتظار
 وصبري صار أوراقا مشرعة بمطر
 أيعود وعي الآخرين؟
 فأنا أخبئ الفرسان خلف ستار
 وأخبئ القمر
 والعيد في مملكتي معلق على جدار
 والكل في مملكتي ينتظر القرار
 وأنا محكوم بضجر
 كم لمت المنبت والمصير
 ولا أدري من ألوم انتم ...
 أنا ... أم القدر
 أيعود وعي الآخرين؟
 فأنا أخبئ الكثير
 عن الزمن المغدور وعن معنى الصور
 أم زماننا القادم أيضا
 مرجوم بحجر 

---------------------------------------------------------------------------------------------------------
حائط الصغير


افتح أبوابا تمر بها الحياة
 فتهترئ أخشابها العتيقة 
وتتشقق الرؤى
 وتصبح أحلام الصغار حديقة
 يمارس بها الخريف
 كل حماقات الريح
 وتبقى بسمة الفجر حقيقة
 أين لمسة السحر
 حيث الفراش الجاف
 معلق على حائط الصغير
 ومع ذلك
 يملك أجنحة
 يرسم بها على الريح
 رشاقة وسحر
 أريد بعض ترانيم الفجر
 كي اكتب حكاية الصغير
 وكي اقرأ على مسمعيه
 أنشودة حب
 أو أمل

 -----------------------------------------------------------------------------بقايا

 

البحر وموسيقا تعزفها الأقدار
 
ونتوه 

لا نملك من الأمر سوى صمت القرار
 
واجلس مثل التراكم 

كتمثال على قارعة الطريق
 
والآخرون يتحادثون
 
تصيح صغيرة 

وتتسول كبيرة 

وآخر يبقى كبقايا التبغ رماد
 
وعجوز ببعض خبز تسكت به الجوع
 
بلا دروب
 
عشاق يسرقون الحب
 
ويخطفون من العمر بقايا فرح
 
ما أصعب أن تكون تمثالاً وعلى قارعة الطريق
 
يدخلك المعنى بلا استئذان
 
ويفارقك الشغف للحياة
 
كم حاولت أن أكون كمن يصطاد اللحظة
 
أو فريسة صغيرة
 
تلتهمها الأيام المتسارعة نحو المجهول
 
لكنه قدري أن أناقش الأمر
 
وارقب بقايا زمن يسير
 
وتبقى البقايا على الدروب
 
تحت ذاك التمثال العالق على قارعة الزمن
 
شاهد عصر
 
لا بل شاهد على بقايا الرؤى
 
وعلى انتكاس العقول
 
كيف ا فارق وعي ا لحجارة 

واقع لا يهزم 

والحقيقة هناك على مدار
 
منتهى الهزل والسخرية
 
الوعي على الأرض انحدار
 
وأناقش كل يوم
 
صمت التواصل بانتحار


 
  171217 visitors  
 
This website was created for free with Own-Free-Website.com. Would you also like to have your own website?
Sign up for free